وداعا ً أحمد أسود

بأنين الرحيل ... وداعا ً أحمد أسود

مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد ... ولا أدري أأبكيك أم أبكي نفسي لأنك تركتني ولن أراك بعد اليوم
هل أبكي وقد فارقتك بعد أن كنت جزءا ً من سلوتي ورفيقا ً في وحدتي وأنيسا ً في غربتي وصديقا ً في مشوار الحياة الذي اتفقنا على أن يكون القاسم المشترك بيننا هو حب العمل
آه يا أحمد ... قطار العمر ماض، والأيام حبلى والقدر محتوم والدموع وحدها من يجول ويصول في أزقة العمر ونحن لا نبكي على من رحلوا .. إنما نبكي أنفسنا لأننا نحن من يشعر بلوعة الفراق وألم الرحيل
لقد أثارت فاجعة رحيلك غصة في الحلق، وانطفاء لومضة الفرح وانكفاء للحظات السعادة وولدت لدي شعورا ً بأن اللقاء بك بات قريبا ً وها أنا ألوك مرارة الفقد وألم الرحيل وقسوة البعاد واحتسي الأسى واغتسل بالدموع والتحف الذكريات وأنام على أمل اللقاء وأدعو الله أن يجعل الخاتمة على الإيمان .
آه يا صديقي ... الآه تمزق ثباتي والأنين يفتك بإرادتي والدموع تغلبني وتفيض على ذكرياتنا العطشى لضجيج حضورك في كل الأماكن
الأماكن التي ستشتاق إليك وتحن لحراكك المستمر وتتشوق لسماع صوتك وستعلن الحداد عليك فما بينكما عشرة لا يمكن للموت أن يتجاهلها أو يمحوها .
بالأمس كنـّا معا ً نتقاسم الحديث عن الموت ونقر بقدرته على اختطاف الأعزاء من بين محبيهم في لحظة لا يدركها العقل ولا يلم بها الفكر
واليوم أجد نفسي وحيدا ً أتحدث مع نفسي عن اللحظة التي لم يدركها عقلي ولم يلم بها فكري ولا أقوى على مقاومتها سوى بدموع حبيسة وصور من ذكريات عتيقة تعلن انكساري ...بالأمس قلت الكثير وأعلنت النفير ... أما اليوم ومن أجلك لن أقول إلا ما يرضي الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
" كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون "
صدق الله العظيم
إنـّا لله وإنـّا إليه راجعون
* وليد الجابر *]