مدير المنتدى ................................
عدد المساهمات : 65 نقاط : 215 تاريخ الميلاد : 19/09/1968 تاريخ التسجيل : 28/02/2011 العمر : 56
| موضوع: مسؤولية المرأة في هذا الوطن السبت مارس 05, 2011 3:50 pm | |
| مسؤولية المرأة في هذا الوطن لأنني أؤمن: - أنّ على المرأة أن تكون كالأرض الطيبة، ما تنتجه يحمل كل الخير لأبنائها. - وأنه يجب على المرأة التي تعتلي كرسي المسؤولية، أن تثبت جدارتها بما أسند إليها، عبر ممارستها المتزنة، والمتوازنة... - وأن على المرأة أن تأخذ قيمتها من ذاتها لا من كرسي المسؤولية الذي تجلس عليه، فتعطيه قيمتها من خلال ما تقدمه ليبقى اسمها في سجل وطنها ناصعاً. لكل هذا يتعسني كثيراً أن أجد صورة المرأة في روايات الجنس تحطّ من قدرها، وتعطي عنها صورة يأخذها عدونا في كل عصر لتكون محور دراسات له تخدم مخططاته اتجاه وطننا، وتشوّه في الوقت نفسه تاريخنا قديماً وحديثاً، وبالذات تاريخ المرأة. يتعسني هذا كثيراً، ويحزنني تصريح لامرأة من وطني حُمّلت أمانة إعلامية ككثيرات غيرها سبقنها، أو ما زلن في مناصبهن التي تعتبر اختباراً لهنّ أولاً، وللمرأة في هذا الوطن ثانياً، كي يثبتن أنهنّ جديرات بما وصلن إليه، وقادرات على تحمّل المسؤولية بكل تنوعاتها، من خلال ممارستهن، وتصرفاتهن، وأقوالهن، التي يجب أن يكن مسؤولات عنها، لأنهن لا يمثلن أنفسهن فقط بما يقمن به، بل يمثلن وطنهن، لذلك فإنّ أي خطأ ترتكبه إحداهن محسوب عليهن.. ولأنني منذ خمس وثلاثين سنة في ساحة الثقافة والإعلام، في هذا البلد، سورية، وقد عشت كلّ دقيقة من حياتي على هذه الساحة، منفعلة وفاعلة، مؤثرة ومتأثرة، ومطلعة على الكثير من دقائق الأمور، أكانت سياسية أم ثقافية أم اجتماعية، وأتعامل مع جميع الفئات والشرائح والتيارات، فإنني أستطيع أن أفخر بأبناء وطني الذين لم أجد منهم "كامرأة" إلا كل تعاون واحترام وإيمان بدور المرأة الهام في حضارتنا وحياتنا، لأن "المرء حيث يضع نفسه". ولأن سورية بإمكانها أن تفخر بنساء وصلن إلى مرتبة هامة في سلّم المسؤولية، وفي ساحة العلم والمعرفة والفنون والآداب، بدءاً بزنوبيا ملكة تدمر، وصولاً إلى نساء من هذا العصر ممن وصلن إلى أعلى المراتب في كيان هذا الوطن... فمثلاً منذ ثلاثين عاماً كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار "نائب السيد رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية الآن" وزيرة للثقافة، ملأت مكانها، وتركت سياستها في نقل الثقافات الأرقى إلى العربية أثراً ما زلنا نتذكره، لأنها انطلقت من مصلحة وطنها في كل ما عُرّب، ونُقل، وطُبع، من مطبوعات هي من خيرة تراثنا، والتراث الفني العالمي، الذي يحاكي مجتمعاتنا العربية، ويرفدها، فجذّرت بما فعلته دور المرأة في تاريخ هذا البلد أولاً، والوطن العربي ثانياً... والآن... كثيرات من نساء هذا الوطن، وفي مجالات شتى، وُجدن على كرسي المسؤولية، الأعلى بكثير من رئيسة تحرير صحيفة، من أعضاء في مجلس الشعب، إلى وزيرات منهنّ ديالا الحاج عارف، إلى مستشارة الرئيس للشؤون الأدبية كـ كوليت الخوري، إلى ناطقة إعلامية باسم رئاسة الجمهورية كالدكتورة بثينة شعبان، إلى مديرة للتلفزيون السوري كديانا جبور، إلى إعلاميات، وأديبات وقاضيات لهنّ اسمهنّ في مجالهنّ، ولم يحاربن كنساء إلا في حال أخطأت إحداهنّ في ممارستها لعملها، وتقديراتها وتعاملها مع الآخرين، وتصرفاتها غير المحسوبة.. إنني، قد عشت سنوات أحتك كل ساعة مع أبناء وبنات هذا الوطن، لم أستطع يوماً أن أتهم أحداً بمحاربتي فيما أفعل، لأنني امرأة تريد أن يكون لها وجودها كإنسان له دوره في هذا الوطن، اللهم باستثناءات بسيطة تنتشر في المجتمع كما في أي مجتمع، ليس لأني امرأة، بل من خلال منطق الصراع العادي الموجود في حياة الناس. - فلماذا الخطأ في حقّ أبناء وبنات هذا الوطن؟!! - ولماذا الخلط بين الأمور؟!!.. علماً بأني على يقين أنّ استلام امرأة رئاسة تحرير جريدة لم يؤدّ إلى أية مشاعر عدائية، لا بل على العكس، كان هناك رضا تام سمعته من الكثيرين والكثيرات في الجو الإعلامي، دون معرفة شخصية هذه المرأة، لأنّ العقل الأنثوي والذكوري في هذا البلد قد تعوّد على استلام المرأة مسؤولية أعلى بكثير من مسؤولية رئاسة تحرير جريدة، لذلك لم يكن هناك أي رفض مبدئي لرئيسة التحرير في تشرين، وإن وجد الرفض فيما بعد فهنا يكمن التساؤل... وهنا يجب أن تقف كلّ امرأة ورجل يتعرّض إلى رفض مرؤوسيه ومجتمعه له، ليسأل نفسه: ماذا فعلتُ؟!! إن على كل إنسان منا، مهما كان موقعه في المسؤولية والمجتمع "أن يتلمس رأسه حين يقول له ثلاثة: فوق رأسك بطحة" كما يقول المثل، والمثل حكمة... وعلى كل منا أن يؤمن أن أولى خطوات الفشل أن يحمّل الإنسان أخطاءه لغيره وألا يتبصر بمشاكله فتكون ردات فعله عبارات اتهام للآخرين... أما بالنسبة للمرأة بالذات فإن عليها أن تفكر ألف مرة قبل أن تلقي تبعة فشلها على غيرها، لأنها بهذا تؤكد عجزها عن مواجهة المشاكل، وعن أخذ موقع لها على أرض مجتمعها بعد أن مُنحت ثقته.. وهي حين تؤكد هذا العجز تضع لبنة خطأ في بناء تاريخ المرأة... وتؤدي إلى ردة فعل قلة من الرجال ترفض دور المرأة في المجتمع، لأنها بهذا تعطيه "أي للرجل" كل الحجج كي يقمعها باعتبارها امرأة عاجزة، ويجعل حياتها جدران منزلها فقط.. إنني لا أنكر أنّ مجتمعنا، لاسيما في مراحل تعرضه لأي شكل من أشكال الاستعمار، والاضطهاد والانتهاك، يعاني الكثير من المشاكل، التي تستهدف أول ما تستهدف العنصر الأضعف في المجتمع ومنها المرأة، إلا أنني أؤكد أن امرأة عظيمة كجميلة بوحريد فتحت الطريق أمام مئات بل آلاف النساء العربيات كي يسرن في دروب مجتمعاتهن، مناضلات في شتى المجالات، بينما تغلق سلوكية امرأة غير واعية لدورها ومسؤولياتها وتصرفاتها الأبواب في وجه الكثير من النساء، لاسيما من قبل من يتصيدون أخطاءهن.. لذلك.. بقدر ما تكون المرأة والرجل، إلا إني سأركز على المرأة هنا، بقدر ما تكون المرأة بعيدة عن التروي والخطوات المتأنية، والتواضع، بقدر ما تفشل، وتقصّر عمر تجربتها، وبقدر ما تكون بعيدة عن العنجهية، والمهاجمة غير المدروسة، والعبارات غير المهذبة، والإحساس بأحاديثها في المكانة، بقدر ما تنجح ويفتح الطريق أمامها في أي عصر ومكان، حتى في عصور الظلام بالنسبة للمرأة، والتاريخ والأسماء الكثيرة تؤكد هذا.. لأنه كما قال الرسول "ص" "لا تُجمع أمتي على خطأ". والناس في النهاية دفاتر الناس، ومن يخش البوح الآن ينعتق من الدكتاتورية غداً... إن مجرد ترديد عبارات" كحرب لا أخلاقية، وحرب أشباح، ويحاربونني لأنني امرأة..." هو اعتراف صريح بوجود حرب، وهذه الحرب بدأت كما نعلم ويعلم كل من اطلع على الموضوع حين نشرت مقالات د.ناديا خوست، ود.رغداء مارديني، والأستاذ سعيد هلال وآخرون ليسوا أشباحاً، بل لهم وجود معلن وأسماء رافقت مقالاتهم، وهذه المقالات أوضحت ماهية جائزة البوكر العربية، وجائزة نجيب محفوظ التي تعطيها الجامعة الأمريكية حصراً، وخطورة هذه الجوائز التي تدخل في صميم التخطيط لاختراق الساحة الثقافية السورية والعربية، مع لفت الانتباه إلى أن الكثير من الأعمال التي تنال هذه الجوائز تحقق هدفاً يسعى إليه واضعو هذه الجوائز... فما كان من الطرف الآخر المتمثل بجهة حكومية إلا أن شنّ هجوماً عنيفاً على من كتب هذه المقالات، بكلمات كانت بعيدة عن أي حوار مهذب ومنطقي، وآراء لا تليق بصحيفة "تشرين" التي تعتبر من أهم صحف القطر، ولم تكن بحاجة إلى "هذا الزلزال الذي أحدثته في الإعلام السوري" كما قيل.. لقد كان من المجدي أكثر لو تم التحقق من المعلومات الواردة في المقالات، ودراسة الأمر بروية، وعدم إقحام المقاومة في هذا الخضم الـ....، والاستئناس بآراء أناس يشهد لهم بقدرتهم السياسية، وبوطنيتهم، لا أن تعلن "الحرب" كما تسميها رئيسة التحرير بأسلوب لا يصبّ في مصلحة هذا الوطن، في وقت هو بأمسّ الحاجة إلى اتحاد أبنائه حول القضايا الكبرى التي تهدد كيانه، وكيان الوطن العربي بكامله، وإلى وعيهم لكل ما يدور حولهم، وفهمه، وأخذ القرارات المناسبة التي تضع العراقيل في وجه هذه المخططات الخبيثة، وتزيل اللبس في فهم ما تعنيه المقاومة والمقاومون، كي لا يظن من يقاتل في خندق العدو أنه مقاوم...
[left] | |
|