إن المتتبع للأحداث في وطننا الحبيب والمدقق في حيثيات ما تتناقله فضائيات العهر الإعلامي الناطقة بالعربية يدرك حجم التوتر والغيظ الذي يحجب الفكر النظيف عن أعداء الوطن الذين أصيبوا بحالة من الهيستيريا السياسية التي تتجلى أعراضها في الإكثار من التصريحات حتى وإن كانت متناقضة أو تفتقد لأبسط مقومات التصريح السياسي وكمثال على ذلك نورد تصريحات حمد بن جاسم الذي يكاد يفقد السيطرة على نفسه كلما سمع عن انفراج أوتقدم في الملف السوري .
بالأمس القريب ومن القاهرة قال حمد : ( نحن نريد أن تبقى سورية قوية وهذا التعاون مع مراقبي الجامعة العربية يحسب لها وأمور المراقبين تسير بسلام
واليوم ومن واشنطن ينصب نفسه حاكما ً على العرب وناطقا ً باسم السوريين ويقول : ( إن مهمة المراقبين العرب في سوريا لم تنجح حتى الآن و أن الحكومة السورية غير مستعدة للتعاون من أجل حل الأزمة )
فكيف لك يا حمد أن تقرر ما لا تملك فيه حق القرار وكيف حكمت على عمل اللجنة ورئيسها قدم للجامعة تقريرا ً يؤكد فيه تعاون الحكومة السورية وتقديمها العون والمساعدة والحماية للمراقبين
كيف تقول من القاهرة بأن هذا التعاون من قبل الحكومة السورية يحسب لها ثم وبين أحضان أسيادك في واشنطن تقول نقيض ذلك
لقد أثبتت الأزمة صوابية موقف سورية وتقييمها للأمور وتصنيفها للرجال الذين لم نجد للكثيرين من أشباه ( حمد) تصنيفا ً بين المصنفين ولا حتى على قوائم الاحتياطيين
وأثبتت الأزمة أن سورية ستنتصر لأنها تراهن على أمور يجهلها أعداء الأمن والاستقرار .. فهي تراهن على عظمة الشعب السوري ووعيه وتمسكه بالوحدة الوطنية سبيلا ً للنصر وتراهن على صوابية موقفها الداعم للمقاومة وتراهن على متانة علاقتها ومكانتها بين الدول النزيهة وحركات التحرر العالمية
كما وتراهن على صدقها في السير قدما ً للوصول بسفينة الإصلاح إلى بر الأمان وبما يتناسب ويتوافق مع حاجة المجتمع السوري الأصيل .
نعم سورية ستنتصر لأنها تمتلك جيشا ً عقائديا ً باسلا ً وطنيا ً لا يساوم على الشرف العسكري ولا يتهاون في أداء الواجب الذي يمليه عليه ضميره الوطني
سورية ستنتصر .. لأن فيها رئيس وطني يبادل الوطن والمواطن المحبة بمحبة والوفاء بوفاء وفيها من المخلصين الشرفاء من يلتف صدق حول علم الوطن للذود عنه وحمايته من هجمات الحاقدين
سورية ستنتصر لأنها سورية .. وكفى فخرا ً أن تكون من السوريين لأنها وعلى مر العصور لم تخن ولم تتخاذل ولم تخنع ولم تنكسر لها شوكة وهذه القوة مستمدة من صدق المسار الذي ينتهي عادة بالفوز والانتصار .. . نعم سورية ستنتصر
الرئيسية 
